الاثنين، 26 سبتمبر 2016

وثيقة 1964 تكشف علاقة عبدالله القصيمي بمجلة العربي


المفكرالراحل عبد الله القصيمي كان حضوره المدوي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فوق كل وصف وأعلى من كل توصيف يمكن للعقل الراهن أن يستوعبه، فكريا واجتماعيا وثقافيا ودينيا وحتى سياسياً، ولكن هذا الأثر والتأثير غاب فجأة من محيطنا الثقافي والاجتماعي ، وكأننا أمة بدون ذاكرة.
ولذلك جاءت الاستعادة الأخيرة له مهما قيل عن ايجابياتها، استعادة احتفالية، أكثر من أن تكون استعادة استقرائية.
ولم تتجاوز حدود التذكر واعادة الطبع للكتب التي كادت أن تكون نادرة، إن لم تكن مهجورة.
وأذكر هنا، أنني أثناء محاولتي قبل سنوات وسنوات التصدي لكتابة سيرته السرية والمغيبة وقفت على محطات مهمة لمسيرته الحياتية في أفقها الفكري، ومن هذه المحطات دوره القريب البعيد في اطلاق مجلة العربي الكويتية، ومساهمته الاستشارية في توسيع مدارها الفكري الذي تحول بشكل أو بآخر إلى جهة يرى أنها أس التخريب للذهنية العربية، عندما تتحول العلاقة مع القومية العربية إلى علاقة شوفينية.
أفتتح كلامي بهذه المقدمة بسبب اكتشافي قبل أيام لوثيقة مهمة – من بين مئات الوثائق التي تزدحم وتتباهى بها مكتبتي عن وحول القصيمي – تبين مدى أهمية المفكر القصيمي لصانعي القرار في توجه هذه المجلة الرائدة.
...
الوثيقة هي رد الشيخ جابر العلي السالم الصباح وزير الارشاد والانباء الكويتي من 1964 وحتى 1971 والذي كان مرشحا لولاية العهد في الكويت بعد تولي الشيخ جابر الأحمد الصباح مقاليد الحكم ولكن المفاوضات الأخيرة بين أفراد الأسرة الحاكمة أعطت الولاية للشيخ سعد السالم الصباح، على رسالة خاصة للقصيمي جاءت بعد توليه الوزارة بأسابيع قليلة مما يدل على سابق معرفة بين الرجلين، وأحتوت الرسالة بعد مشاعر الشكر واستقراء الواقع على طلب من الشيخ جابر للمفكر القصيمي يأمل منه فيهفيها بتقديم قراءة لمجلة العربي من وجهة نظر القصيمي ووجهة نظر من حوله من الأدباء وأصحاب الفكر والقلم.
وهذا ما يبن المكانة العالية التي يحتلها القصيمي ليس لدى مجايليه من الأدباء ومريديه من المثقفين بل حتى بعض أصحاب القرار في بعض دول العالم العربي.
هذه الوثيقة وغيرها، تؤكد بما يدع مجالا للشك بأننا نحتاج إلى أعادة كتابة لتاريخنا وتاريخ رموزنا، أما تاريخ ماضينا فهذا يبدو أنه الحلم المستحيل لولا المبادرات الفردية هنا وهناك.
..
لن أختصر الرسالة ولن أشرح مضمونها، فكل مفردة فيها لها دلالة، وكل سطر منها يعبر عن موقف، وأنشرها كماهي، لأنها تضيء زمنا غاب، وغاب كثيرا من ذاكرتنا.
..
رحم الله القصيمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق