الخميس، 29 سبتمبر 2016

كتب غير مرغوبة .. هذا وقتها ...!!


في مكتبة أي منا، هناك عشرات بل مئات الكتب التي أشتريت في ظروف غامضة أو تحت إلحاح وقتي، أو جاءت في سياق سلاسل أنت مهتم باكتمالها، ولا يظن الواحد منا أن هناك شغف أو حتى وقت لقراءتها، ولكنك تكتشف في لحظة ما، بأنك تكون في أمس الحاجة لها، بل أن وجودها في مكتبتك وكأنه هدية السماء لك.
في مكتبتي أكتشفت هذه الليلة 3 كتب
لم أكن أتوقع أن اقرأها بتأن وضرورية
ولكن تداعيات الأحداث حولنا اقتصاديا وسياسيا جعلتني أمد يدي لها
وأبدأ في جدولة قراءتها السريعة طبعا
وليست المتعمقة، لأنني على يقين بأنها تمثل وجهة نظر واحدة ومحدودة،
وما يحدث في العالم وعندنا يحتاج إلى تعدد قراءات واستجلاء عدة آراء.
..
هذه الكتب هي
أولا وقبل شيء كتاب "البجعة السوداء" لمؤلفه الأمريكي اللبناني نسيم طالب
هذا الكتاب الذي شغل الناس ثقافيا وفلسفيا وقدم هدما شبه كامل لنظريات الاستقراء والتنبوء التي كرسها العقل الرياضي والجدلي زمانا طويلا، وينطلق نسيم طالب في عملية هدمه العارمة ليس من مرجعيته في علم الاحتمالات ولكن من زاده الفلسفي وحصيلته الثقافية – التاريخية و من رؤيته المنطلقة من جدوى الفوضى وحقيقة معادلاتها المنافية للمعادلة الخوارزمية.
وبرغم أنني أطلعت عليه سريعا أبان صدوره واقتنائه إلا أنه لم يكن شديد التأثير، لأنه كان يتكلم – من وجهة نظري آنذاك – بلغة العرافين ولكنني الآن سوف أقرأه بحساسية أخرى تناسب الحدث.
وثاني هذه الكتب هو كتاب " صندوق النقد الدولي" لمؤلفه المفكر الألماني أزنست فولف الذي تتبع مسيرة هذا الصندوق بروح نقدية عالية، ومركزا تحديدا على تدخلات الصندوق في اصلاح الاختلالات المالية للدول المأزومة وتأثير تمويله على مسيرتها الاقتصادية والتنموية.
أما الكتاب الأخير
فهو كتاب " التقشف" لمؤلفه الاستكلندي مارك بليث ويعالج برؤية سوادية تداعيات مواجهة الحكومات لأزمات الديون وتكلفتها الباهضة وفاتورة تسديدها العالية القيمة والتأثير.
..
هذه الكتب ليست من أولويات القراءة عندي، ولكنها في هذا الوقت تمثل مرجعا أو سندا لتأسيس رأي مبدئي يستطيع قراءة الأحداث وطرح الأسئلة تاركا البحث عن إجابات أو الوصول إلى قناعات لمرجلة تالية، يرفد بها وعيه ورؤيته بمزيد من الرؤى الإضافية والمختلفة، فجميع هذه الكتب مؤدلجة، بمعنى أنها تدافه عن فكرة صلبة متبناه على نطاق عريض، ولكنها ليست الفكرة الوحيدة في العالم.
..
عموما
بالقراءة
وبالبحث
وبالمعرفة
وبحرية التفكير
يمكن لنا أن نصل إلى شيء ما
لن يكون الحقيقة الطقلة أبداً
ولكنه سيكون أقل رداءة ، من الحيرة العمياء حيال تحولات الأشياء.

هناك تعليق واحد:

  1. اختيار جيد ومناسب بالفعل لمتطلبات المرحلة التي تعيشها بعض الدول وخصوصاً في عالمنا العربي - مصر نموذجاً - وفي المطلق أؤيدك في أننا نشتري كتباً في أحيان كثيرة لا نقرؤها في حينها، لكنها تصبح ذات قيمة في وقت لاحق...... تحياتي أخي الكريم هاشم الجحدلي (أحمد الجمال)

    ردحذف