الآن "بلدي داغستان" للمبدع العظيم رسول حمزاتوف
في كل مكان وعلى كل لسان.
وهذا ما يعيد الذاكرة إلى زمن أول
ففي الثمانينات، كانت في محيط مجتمع المثقفين قائمة كتب تعتبر حالة استثنائية عن سواها، ومن بين هذه الكتب كان كتاب بلدي للشاعر الداغستاني الشهير رسول حمزاتوف حاضرا بقوة متناهية، وكانت نسخه النادره وأعني طبعة دار الفارابي تتداول بديناميكية بين الأصدقاء.
حصلت على نسختي من الطبعة الاولى بغلافها الأسود بطريقتي الخاصة، وأعرتها مرارا، وكدت وأصدقائي آنذاك ان نحفظ جل مقولاته الدالة بحكمتها المؤثرة وترجمتها الانيقة التي تعاضد على انجازها عبد المعين ملوحي و يوسف حلاق
و تاليا، و سنة بعد أخرى بدأ الحديث يخفت حول بلدي ورسول حمزاتوف و أدت ندرة الحصول على هذه الترجمة في طبعاتها الثلاث الى ما يشبه النسيان.
وكنت كلما حاورت أحد الصاعدين بجمال الى ساحة الكتابة عنه أفاجأ بسؤال أين نجد هذه الترجمة في ظل عدم طباعتها مرة جديدة من دار الفارابي.
...
وفي زيارة ليست عابرة الى دمشق وجدت مجموعة نسخ مزورة من هذه الترجمة قامت بتصويرها و طباعتها دار اسمها نوبل في الشارع المقابل لفندق الشام، فاقتنيت مجموعة منها،ووزعتها على من أحبوا حمزاتوف تواترا ، وللحق والحقيقة كان الورق صقيلا في هذه النسخة المصورة.
كل هذا التذكر هو سياق تأريخي لعلاقتي بكتاب بلدي ورسول حمزاتوف الذي أعادت طباعته دارالفارابي في السنوات الاخيرة بنسخة جديدة تباع في كل مكان حتى في جدة والرياض. وأيضا أصدرته دار نينوى في طبعة أنيقة
ولكن المصادفة المذهلة هي ما حدث في تسعينيات القرن الماضي، حيث وصل لنا في الصحيفة " صحيفة عكاظ" اتصال من قنصلية داغستان بعد تفكك الاتحاد السوفيتي يفيد بان الشاعر رسول حمزاتوف موجود في جدة بعد ادائه مشاعر العمرة بمكة المكرمة وسيذهب بعد ايام للمدينة المنورة ولا مانع لديه من مقابلة معكم.
رتب رئيسنا في القسم الثقافي ومساعد رئيس التحرير الدكتور سعيد السريحي للقاء ودعاه لزيارة عكاظ والالتقاء ببعض المثقفين المتاحين في ذلك الوقت الحرج.
تم اللقاء وحدثت المشكلة الغير المتوقعة بعد أن أعددنا العدة لتكون اللغة الانجليزية هي وسيلة التواصل مع ضيفنا الكبير، فنحن لا نعرف الروسية ولا الداغستانية ولكن المفاجأة هي انه لا يتكلم العربية ولا الانجليزية
و لكن زميلا لنا من الاعلاميين اليميين الجنوبيين العامليين بمركز المعلومات أنقذ الموقف بادارته الحوار باللغة الروسية التي يجيدها بسبب دراسته الاعلام في موسكو واسترسل ليلتها رسول حمزاتوف في الاجابة بشغف عن الكتابة والشعر والمرأة و داغستان المكان والكتاب وعلاقته بسفيرنا في المغرب - السفير السعودي آنذاك في موسكو د.عبدالعزيز خوجة - وترجمته لقصائده وانجذابه نحو قصائد الحب التي يكتبها شاعر من مكة وتأثره بهذه التجربة الروحية التي أعادته إلى يقين الدين ).
وأذكر أن سألته عن جده شامل فأجاب بقوله : أنا ذاهب الى المدينة المنورة لأقف على قبره فهو مات هناك كما روى لي أبي.
في كل مكان وعلى كل لسان.
وهذا ما يعيد الذاكرة إلى زمن أول
ففي الثمانينات، كانت في محيط مجتمع المثقفين قائمة كتب تعتبر حالة استثنائية عن سواها، ومن بين هذه الكتب كان كتاب بلدي للشاعر الداغستاني الشهير رسول حمزاتوف حاضرا بقوة متناهية، وكانت نسخه النادره وأعني طبعة دار الفارابي تتداول بديناميكية بين الأصدقاء.
حصلت على نسختي من الطبعة الاولى بغلافها الأسود بطريقتي الخاصة، وأعرتها مرارا، وكدت وأصدقائي آنذاك ان نحفظ جل مقولاته الدالة بحكمتها المؤثرة وترجمتها الانيقة التي تعاضد على انجازها عبد المعين ملوحي و يوسف حلاق
و تاليا، و سنة بعد أخرى بدأ الحديث يخفت حول بلدي ورسول حمزاتوف و أدت ندرة الحصول على هذه الترجمة في طبعاتها الثلاث الى ما يشبه النسيان.
وكنت كلما حاورت أحد الصاعدين بجمال الى ساحة الكتابة عنه أفاجأ بسؤال أين نجد هذه الترجمة في ظل عدم طباعتها مرة جديدة من دار الفارابي.
...
وفي زيارة ليست عابرة الى دمشق وجدت مجموعة نسخ مزورة من هذه الترجمة قامت بتصويرها و طباعتها دار اسمها نوبل في الشارع المقابل لفندق الشام، فاقتنيت مجموعة منها،ووزعتها على من أحبوا حمزاتوف تواترا ، وللحق والحقيقة كان الورق صقيلا في هذه النسخة المصورة.
كل هذا التذكر هو سياق تأريخي لعلاقتي بكتاب بلدي ورسول حمزاتوف الذي أعادت طباعته دارالفارابي في السنوات الاخيرة بنسخة جديدة تباع في كل مكان حتى في جدة والرياض. وأيضا أصدرته دار نينوى في طبعة أنيقة
ولكن المصادفة المذهلة هي ما حدث في تسعينيات القرن الماضي، حيث وصل لنا في الصحيفة " صحيفة عكاظ" اتصال من قنصلية داغستان بعد تفكك الاتحاد السوفيتي يفيد بان الشاعر رسول حمزاتوف موجود في جدة بعد ادائه مشاعر العمرة بمكة المكرمة وسيذهب بعد ايام للمدينة المنورة ولا مانع لديه من مقابلة معكم.
رتب رئيسنا في القسم الثقافي ومساعد رئيس التحرير الدكتور سعيد السريحي للقاء ودعاه لزيارة عكاظ والالتقاء ببعض المثقفين المتاحين في ذلك الوقت الحرج.
تم اللقاء وحدثت المشكلة الغير المتوقعة بعد أن أعددنا العدة لتكون اللغة الانجليزية هي وسيلة التواصل مع ضيفنا الكبير، فنحن لا نعرف الروسية ولا الداغستانية ولكن المفاجأة هي انه لا يتكلم العربية ولا الانجليزية
و لكن زميلا لنا من الاعلاميين اليميين الجنوبيين العامليين بمركز المعلومات أنقذ الموقف بادارته الحوار باللغة الروسية التي يجيدها بسبب دراسته الاعلام في موسكو واسترسل ليلتها رسول حمزاتوف في الاجابة بشغف عن الكتابة والشعر والمرأة و داغستان المكان والكتاب وعلاقته بسفيرنا في المغرب - السفير السعودي آنذاك في موسكو د.عبدالعزيز خوجة - وترجمته لقصائده وانجذابه نحو قصائد الحب التي يكتبها شاعر من مكة وتأثره بهذه التجربة الروحية التي أعادته إلى يقين الدين ).
وأذكر أن سألته عن جده شامل فأجاب بقوله : أنا ذاهب الى المدينة المنورة لأقف على قبره فهو مات هناك كما روى لي أبي.
...
ومرت سنوات على هذا اللقاء ولازالت صورة حمزاتوف وكتابه الوحيد الذي ترجم إلى العربية في ذاكرتي. وفي كل رحلة إلى معرض من معارض الكتب كنت أبحث عن جديد له ولا أجد سوى بعض الترجمات المتناثرة هنا أو هناك في المجلات المتخصصة.
حتى وقع بين يدي ترجمة حديثة لديوان حمزاتوف الأخير الذي حمل عنوان (من القصائد الأخيرة) وفيه تأكدت تماما أن تأثر حمزاتوف لم يكن تأثرا عابرا بل أثمر عن نصوص إيمانية عميقة خرجت للنور بعد سنوات من اليقين المادي واهمها حين يقول:
حتى وقع بين يدي ترجمة حديثة لديوان حمزاتوف الأخير الذي حمل عنوان (من القصائد الأخيرة) وفيه تأكدت تماما أن تأثر حمزاتوف لم يكن تأثرا عابرا بل أثمر عن نصوص إيمانية عميقة خرجت للنور بعد سنوات من اليقين المادي واهمها حين يقول:
(طريقنا..
من الحطام المنهار كانت جسورا
كانت حزينة ومنحدرة
أرجو الله أن يجعل أحفادنا
يميزون الحق من الباطل)
فما أجمل المصادفات عندما يكون الشعر فارسها الوحيد.
_
الآن هناك عدة ترجمات لرسول حمزاتوف شاعرا
ولكن يظل (بلدي) شيئا مختلفا عن كل شيء.
من الحطام المنهار كانت جسورا
كانت حزينة ومنحدرة
أرجو الله أن يجعل أحفادنا
يميزون الحق من الباطل)
فما أجمل المصادفات عندما يكون الشعر فارسها الوحيد.
_
الآن هناك عدة ترجمات لرسول حمزاتوف شاعرا
ولكن يظل (بلدي) شيئا مختلفا عن كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق