”لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة، لكن سلاح الرابعة سيكون العصي والحجارة.“
- ألبرت أينشتاين -
--
بعض الكتب تتجاوز كل تصنيف، وتحتل مكانا أثيراً في الذاكرة، ويمكن لك أن تقرأها في أي وقت وأي مكان.
من بين هذه الكتب يحتل كتاب "العامل الحاسم .. دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ" لايريك دورتشميد موقعا متميزاً في قائمة الكتب الفريدة في محتواها وطريق كتابتها.
فهو وأن كان يبدو للوهلة الأولى أنه كتاب في تاريخ الحروب، أو التاريخ العسكري عموماً، إلا أنه يتجنب الشجاعة والبطولة والفروسية الخارقة، وينحاز للمفرقات من الخطأ الغبي إلى الطقس السيء، مرورا بالشخصيات الفاشلة والاستخبارات السيئة والأحداث المباغتة.
ولهذا فأننا عندما نتصفح طبعته العربية التي انجزها المترجم السوري محمد حبيب، الذي ترجم للمكتبة العربية عدة كتب لافتة منها " العمى" لساراماغو و "رددت الجبال الصدى" لخالد حسيني و "أساطير السلطة" لتيري إيجلتون.
سوف نجد كما هائلا من المفارقات التي سقطت سهوا من ذاكرة الذين تماسوا مع هذه الحروب من قبل، بسبب تركيزهم الفائق عن أي بطولة مزعومة أو خطة ناجحة لم تحصد سوى مزيد من القتلى والضحايا.
..
ذاكرة الكتاب تمتد من حصار طروادة وحتى حرب الخليج 91 وبينهما سنجد معركة حطين ومعركة واترلووسقوط جدار برلين وأحداث عسكرية مفارقة أخرى كثيرة لا قاسم بينهما سوف الحظ السيء والتصرف الأسوأ. وكأن أبطالها قد استوعبوا مقولة إلبرت هوبار مبكرا حين قال " قد يكون للعبقرية حدود، لكن الغباء فلا عائق أمامه".
..
مؤلف الكتاب ايريك دورتشميد لم يأت إلى هذه المنطقة غير المنزوعة السلاح من فراغ ، أو رغبة للعبث بأوراق التاريخ، بل هو ضحية أساسية لجور الحروب ومرارتها، فبيت عائلته الذي ولد فيه في 25 ديسمبر لعام 1930 ، بل كل الحي السكني الذي عاش طفولته ومراهقته بالعاصمة النمساوية فيينا، جميعا دمرت كلياُ أثناء الغزو النازي للنمسا.
ولهذا عندما هاجر من النمسا إلى كندا عام 1952، درس الاعلام بجامعة ماكجيل في مونتريال، حيث عمل بعد ذلك وللأخير مراسلاً حربيا من قلب المعركة وصائد الشخصيات المثيرة وجها لوجه، حين عمل لـقناتي BBC وCBS ، فكانت تغطياته وتقاريره الإخبارية الساخنة تأتي دائما ممزوجة برائحة البارود وشواء الأجساد المحترقة من حرب فيتنام, وبأحداث ايرلندا الشمالية وشيلي وكوبا وأفغانستان والحرب العراقية الإيرانية.إلى حد أن قال عنه نيويورك تايمز "لقد شاهد دورتشميد حروباً أكثر من أي جنرال على قيد الحياة".
كما أجرى حوارات مدوية مع أهم الشخصيات أثناء الأحداث الساخنة كجون كيندي وسلفادور اللندي وصدام حسين
وساعده الحظ السعيد ليكون المصور الوحيد الذي رافق كاسترو والثوار الكوبيين أثناء تحريرجبال سييرا مايسترا عام 1958.
وبعد ذلك بسنة كان الوحيد الذي يذهب لموسكو لمقابلة الجاسوس البريطاني لروسيا غاي بورغيس الذي كان أحد خلية كامبريدج للتجسس قبل وأثناء الحرب الباردة لمصلحة الدب الروسي وضمت معه دونالد ماكلين ، انتوني بلانت و كيم فيلبي.
وأيضا كان أحد أعضاء أول فريق من أمريكا الشمالية يسمح له بالتصوير في قلب الصين الشعبية عام 1964.
..
وعودة إلى كتاب "العامل الحاسم .. دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ" فأنه بكل المقاييس كتاب فاتن،جذاب، حميم.يستحق القراءة المحبة، ويحتوي على مفارقات لو لم تحدث لكان مسار تأريخ البشرية قد تغير بالكامل، حتى وأن كان موضوعه قد سبق تناوله بشكل أو بآخر في بعض الكتب مثل "من بين فكي النصر" لتشارلز فاير، و"مساهمة في معرفة الغباء البشري" لأنطونيو توستي.
--
رابط الكتاب
http://arareaders.com/downloads/982.pdf
من بين هذه الكتب يحتل كتاب "العامل الحاسم .. دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ" لايريك دورتشميد موقعا متميزاً في قائمة الكتب الفريدة في محتواها وطريق كتابتها.
فهو وأن كان يبدو للوهلة الأولى أنه كتاب في تاريخ الحروب، أو التاريخ العسكري عموماً، إلا أنه يتجنب الشجاعة والبطولة والفروسية الخارقة، وينحاز للمفرقات من الخطأ الغبي إلى الطقس السيء، مرورا بالشخصيات الفاشلة والاستخبارات السيئة والأحداث المباغتة.
ولهذا فأننا عندما نتصفح طبعته العربية التي انجزها المترجم السوري محمد حبيب، الذي ترجم للمكتبة العربية عدة كتب لافتة منها " العمى" لساراماغو و "رددت الجبال الصدى" لخالد حسيني و "أساطير السلطة" لتيري إيجلتون.
سوف نجد كما هائلا من المفارقات التي سقطت سهوا من ذاكرة الذين تماسوا مع هذه الحروب من قبل، بسبب تركيزهم الفائق عن أي بطولة مزعومة أو خطة ناجحة لم تحصد سوى مزيد من القتلى والضحايا.
..
ذاكرة الكتاب تمتد من حصار طروادة وحتى حرب الخليج 91 وبينهما سنجد معركة حطين ومعركة واترلووسقوط جدار برلين وأحداث عسكرية مفارقة أخرى كثيرة لا قاسم بينهما سوف الحظ السيء والتصرف الأسوأ. وكأن أبطالها قد استوعبوا مقولة إلبرت هوبار مبكرا حين قال " قد يكون للعبقرية حدود، لكن الغباء فلا عائق أمامه".
..
مؤلف الكتاب ايريك دورتشميد لم يأت إلى هذه المنطقة غير المنزوعة السلاح من فراغ ، أو رغبة للعبث بأوراق التاريخ، بل هو ضحية أساسية لجور الحروب ومرارتها، فبيت عائلته الذي ولد فيه في 25 ديسمبر لعام 1930 ، بل كل الحي السكني الذي عاش طفولته ومراهقته بالعاصمة النمساوية فيينا، جميعا دمرت كلياُ أثناء الغزو النازي للنمسا.
ولهذا عندما هاجر من النمسا إلى كندا عام 1952، درس الاعلام بجامعة ماكجيل في مونتريال، حيث عمل بعد ذلك وللأخير مراسلاً حربيا من قلب المعركة وصائد الشخصيات المثيرة وجها لوجه، حين عمل لـقناتي BBC وCBS ، فكانت تغطياته وتقاريره الإخبارية الساخنة تأتي دائما ممزوجة برائحة البارود وشواء الأجساد المحترقة من حرب فيتنام, وبأحداث ايرلندا الشمالية وشيلي وكوبا وأفغانستان والحرب العراقية الإيرانية.إلى حد أن قال عنه نيويورك تايمز "لقد شاهد دورتشميد حروباً أكثر من أي جنرال على قيد الحياة".
كما أجرى حوارات مدوية مع أهم الشخصيات أثناء الأحداث الساخنة كجون كيندي وسلفادور اللندي وصدام حسين
وساعده الحظ السعيد ليكون المصور الوحيد الذي رافق كاسترو والثوار الكوبيين أثناء تحريرجبال سييرا مايسترا عام 1958.
وبعد ذلك بسنة كان الوحيد الذي يذهب لموسكو لمقابلة الجاسوس البريطاني لروسيا غاي بورغيس الذي كان أحد خلية كامبريدج للتجسس قبل وأثناء الحرب الباردة لمصلحة الدب الروسي وضمت معه دونالد ماكلين ، انتوني بلانت و كيم فيلبي.
وأيضا كان أحد أعضاء أول فريق من أمريكا الشمالية يسمح له بالتصوير في قلب الصين الشعبية عام 1964.
..
وعودة إلى كتاب "العامل الحاسم .. دور الصدفة والغباء في تغيير مجرى التاريخ" فأنه بكل المقاييس كتاب فاتن،جذاب، حميم.يستحق القراءة المحبة، ويحتوي على مفارقات لو لم تحدث لكان مسار تأريخ البشرية قد تغير بالكامل، حتى وأن كان موضوعه قد سبق تناوله بشكل أو بآخر في بعض الكتب مثل "من بين فكي النصر" لتشارلز فاير، و"مساهمة في معرفة الغباء البشري" لأنطونيو توستي.
--
رابط الكتاب
http://arareaders.com/downloads/982.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق