السبت، 1 أكتوبر 2016

"ذاكرة الشعوب" .. السلسلة التي لا تنسى والذكرى التي لا تشيخ


في حياة أي مهتم بالقراءة ومبتلى بهوس اقتناء الكتب، رصيد ما يعتبر كنزا ثمينا، لا يدانية في القيمة والأثر أي شيء آخر.
ومن الكتب العزيزة علي، وأحتفي وتحتفي بها مكتبتي لقيمتها وأهميتها وندرتها ومرجعيتها وأولويتها،
الكتب الـ 33 التي أصدرتها المؤسسة العربية للأبحاث قبيل اندثارها عبر سلسلة " ذاكرة الشعوب".
..
قيمة هذه السلسة وأهميتها التي وصلت إصدارتها الى ٣٣ كتابا
هي ٣٢ رواية
و دراسة فكرية واحدة
صدرت بعنوان " تصفية استعمار العقل" للروائي والمفكر الكيني نغوجي واثيونغو وترجمها الشاعر الكبير سعدي يوسف
اضافة الى ترجماته الاخرى في هذه السلسلة وهي:
الحوالة للروائي والسينمائي السنغالي سبين عثمان
والمفسرون للروائي النيجيري النوبلي وول سوينكا
والشمس الثالثة عشرة للروائي الاثيوبي دانياتشو وركو.
تكمن في عدة مسوغات، من أهمها أنها قدمت للمرة الاولى و ربما الاخيرة روايات من
هاييتي
غينيا
الكاريبي
الموزمبيق
اثيوبيا
غامبيا
كما ان فضليتها الاخرى هي تحفيز أدباء مبدعين ليقتحموا عالم الترجمة مثل الأصدقاء
د. عيسى مخلوف
و الروائي ابراهيم عبدالمجيد
والشاعر وديع سعادة
أضافة إلى العريق محمد عيتاني والفذ سعدي يوسف
..
هذه السلسلة التي بدأت برواية "الصبي الخادم" للكاميروني فرديناند ايونو الذي ترجمت له بعد ذلك دار منارات رائعته "الشيخ والوسام"
والذي استطاع من 3 روايات فقط صناعة المجد لا يضاهى.
ويكاد يوازي الروائي المكسيكي الأشهر والأب الروحي للواقعية السحرية خوان رولفو ورائعته بيدرو بارامو وشقيقاتها الثلاث
الروائي والسياسي الكاميروني فرديناند أويونو أصدرخلال الفترة من 1956 إلى 1960
3 روايات ذائعة الصيت
3 روايات فقط
ثم توقف تماما
لمدة نصف قرن حتى رحيله عن الكتابة و عن الحياة.
روايات اويونو الثلاث هي:
- الصبي الخادم
و صدرت عام 1956 و ترجمت الى الانجليزية 1966
و كانت ترجمتها العربية التي انجزها محمود قدري
هي باكورة سلسلة ذاكرة الشعوب
حين شرعت في الصدور عام 1981
- الشيخ و الوسام
و صدرت بالفرنسية في نفس العام الذي صدرت فيه روايته الاولى 1956
بينما صدرت ترجمتها الانجليزية 1969
وكانت ترجمتها العربية على يد المبدع الكبير ممدوح عدوان
وصدرت عن دار منارات 1985
ثم أعيد اصدارها عن دار أزمنة 1999
- الطريق إلى أوروبا
و صدرت عام 1960 بينما صدرت بالانجليزية 1989
و لم تترجم إلى العربية بعد - حسب علمي –
وانتهت سلسلة ذاكرة الشعوب برواية "فنان اللافتات" للروائي الهندي الأشهر ر . ك . نارايان التي حملت الرقم 33.
..
الكتاب الثاني في السلسلة
كان رواية "" طيران فوق عِش الوقواق" للروائي الأمريكي كين كيسي
الرواية التي كانت نشيد الرفض الإنساني للتوحش الراسمالي
والتي عندما تحولت إلى فيلم
أصبح الفيلم احد اجمل أيقونات السينما الامريكية
وحصد خمس اوسكارات
ومن حسن الحظ أن ترجمة المبدع صبحي حديدي صدرت لها طبعة جديدة عن الدار الأهلية – الأردن بعد ٣٥ عاما من طبعة ذاكرة الشعوب
..
كما يحتل الروائي النيجيري غينوا تشيبي " تشنيوا أتشيبي" مساحة رحبة في سلسلة ذاكرة الشعوب مثلما هو يحتل مساحة عالية ومنفردة في الأدب الروائي الأفريقي المكتوب بالانجليزية
حيث صدرت له عبر السلسلة روايته الأولى " الأشياء تتداعي" و" مضى عهد الراحة"
وهذا العملان جزءان من ثلاثية تضم اضافة لهما رواية " سهم الله"
وقد ترجمت رواية " الأشياء تتداعى" خمس مرات إلى العربية
بينما لم تترجم" مضى عهد الراحة" سوى مرة واحدة عبر سلسلة ذاكرة الشعوب وأنجز هذه المهمة المترجم نزار مروة
وكذلك " سهم الله" التي لم يترجمها سوى سمير عبد ربه
هذه حسب معلومات مكتبتي وربما تكون هناك ترجمات لم أطلع عليها.
..
من جهته كان الأدب الالماني حاضرا عبر نموذجه الأعذب "إريش ريماك" الذي أصدرت له السلسلة من ترجمة ليلى نعيم
" ثلاثة رفاق"
و"ليلة لشبونة"
وهذان العملان أعادت طباعتهما دار أثر عبر سلسلة كلاسيكات أثر
وصدرت لريماك أيضا بالعربية رواية " كل شيء هاديء في الميدان الغربي"
عن سلسلة روايات الهلال
وأعمال أخرى صدرت في العراق في الثلاثينيات ولا وجود لها الآن.
..
كما صدرت عن السلسلة أيضا رواية "موت ارتيميو كروز" للكبير كارلوس فوينتيس من ترجمة الرائع محمد عيتاني
وهذه الرواية صدرت لها ترجمة مصرية من انجاز أحمد حسان
ولفوينتيس حضور في سوق الترجمة العربي ولكن لا يوازي قيمته الشاهقة، حيث صدرت له
- المرأة الدفينة – ترجمة : علي ابراهيم منوفي – المركز القوميالمصري للترجمة ولهذه الرواية ترجمة مغربية سحبت من معرض الرياض العام قبل الماضي
- ديانا القناصة المستوحدة – ترجمة : هبة العطار – دار شرقيات (مصر)
- الغرينغو العجوز – ترجمة : الياس فركوح – دار ازمنة ( الأردن)
- الحملة من ترجمة أسامة أسبر عن دار الطليعة الجديدة - دمشق
- كرسي النسر – ترجمة : مروة رزق – سلسلة الجوائز ( القاهرة) وصدرت لهذه الرواية ترجمة أخرى بعنوان " كرسي الرئاسة" انجزها خالد الجبيلي وصدرت داررؤية - القاهرة ودار كنعان - دمشق
كما أن روايته القصيرة ( أورا) التي ترجمها مبكرا المترجم المذهل صالح علماني وخرجت للنور عبر العدد المزودج من مجلة الكرمل 21 -22 واعادت نشرها في طبعة غير متداولة بكثرة وربما تكون سرية دار رؤية في القاهرة الا منشورات الجمل اعادت ترجمتها وهذه المرة قام بمهمة الترجمة خالد الجبيلي
..
وترجمت السلسلة أيضا رواية " مسألة شخصية" للروائي الياباني النوبلي كينز ابورو اوي من انجاز الشاعر وديع سعادة
والملفت من كينز ابورو اوي أنه ما أن تسلم جائزة نوبل عام 1994
و هو في ال 59 حتى وضع القلم و الحرف و الكتابة جانبا
وهو في أوج عطائه الأدبي وقال للجميع:
"لدي ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة
أصبح الآن هو صوتي"
و تفرغ تماما للاهتمام به
من حسن الحظ أن إبداعاته ترجمها للعربية
الرائعون
سعدي يوسف
وديع سعادة
كمال يوسف حسين
إضافة إلى ترجمتين مكررتين
لروايتين من هذه الروايات صدرت عن روايات للهلال
..
كلما غلبني الحنين
و يا كثر ما يغلبني
عدت الى جدراني الاساسية و الجذرية
وهذه السلسلة لتكون الضياء في عتمة الزمان والمكان.
فربما تكون الجدار الأخير.

هناك تعليقان (2):

  1. ممكن تنشر روابط التحميل اذا كانت متوفرة

    ردحذف
  2. ممكن تنشر روابط التحميل اذا كانت متوفرة

    ردحذف